حول الشراكة الأوروبية المتوسطية
شكل مؤتمر وزراء خارجية البلدان الأوروبية والمتوسطية مؤتمرا في مدينة برشلونة الاسبانية في نوفمبر 1995، طبقا لتوصية المجلس الأوروبي، منطلقا للشراكة الأوروبية المتوسطية وتدعى أيضا مسيرة برشلونة. وتعد أول سياسة شاملة يضعها الاتحاد للتعاون مع جيرانه في جنوب شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.
وحدد المؤتمر في إعلان برشلونة أسس العلاقة الإقليمية الجديدة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والنمو في البلدان المتوسطية الشريكة. ويتضمن الإعلان مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويمثل نقطة تحول في التعاون الأوروبي المتوسطي. كما يهدف الإعلان إلى إقامة منطقة التبادل التجاري الحر في 2010.
وتمثل البلدان الشريكة في مسيرة برشلونة الآن جزءا من سياسة الجوار الأوروبية ، التي وضعت في 2004 فور توسيع الاتحاد الأوروبي، من أجل تفادي قيام خطوط جديدة تقسم اوروبا. وتكمل سياسة الجوار الأوروبية وتعزز مسيرة برشلونة على أسس ثنائية من خلال خطط العمل التي يتم الاتفاق حولها مع البلدان الشريكة والتي تأخذ في الاعتبار حاجيات وخصوصيات كل منها.
ويجري تمويل هذه السياسية عبر الآلية الأوروبية للجوار والشراكة والتي يديرها قسم المعونات الأوروبية للتنمية حيث يتولى تجسيد القرارات السياسية في أنشطة يتم تنفيذها في الميدان.
وشهدت الشراكة الأوروبية المتوسطية دفعا جديدا من خلال إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط في باريس في 13 تموز (يوليو) 2008.
الأطراف الرئيسية
تشارك في المسار الأوروبي المتوسطي البلدان الـ 27 أعضاء الاتحاد الأوروبي و 9 بلدان متوسطية هي : الجزائر، مصر ، اسرائيل، الأردن، لبنان، المغرب، السلطة الفلسطينية، سورية و تونس.
و بينما تشارك ليبيا في اجتماعات مسيرة برشلونة في صفة مراقب منذ 1999، وافق المؤتمر الأوروبي المتوسطي لوزراء الشؤون الخارجية في لشبونة في شهر نوفمبر 2007 على انضمام كل من البانيا وموريتانيا للشراكة الأوروبية المتوسطية. ورحب المجلس الأوروبي في البيان الذي أصدره في نهاية خلال اجتماعه في ديسمبر من العام نفسه بانخراط البلدين.
وكانت كل من قبرص ومالطا وتركيا ضمن البلدان أعضاء مسيرة برشلونة وذلك قبل أن تنضم الأولى والثانية لعضوية الاتحاد الأوروبي في 2004 فيما حصلت تركيا خلال اجتماع القمة في هيلسنكي في شهر ديسمبر 1999 على صفة البلد المرشح لعضوية الاتحاد وهي تجري الآن مفاوضات الانضمام.
ويبحث وزراء الشؤون الخارجية تطور مسيرة الشراكة الأوروبية المتوسطية خلال اجتماعات دورية يراجعون فيها تنفيذ مقتضيات إعلان برشلونة ويحددون النشاطات اللاحقة. وتزايد أخيرا عدد الاجتماعات الوزارية، خاصة في 2007 و2008، في مجالات ذات أولوية منها التشغيل والعمل، التجارة، الثقافة، مجتمع المعلومات، الاقتصاد والشؤون المالية والتعليم.
الشراكة
يهدف إعلان برشلونة إلى تشجيع الشراكة في المجالات الثلاثة التالية:
-الحوار السياسي والأمني من أجل إقامة منطقة مشتركة للسلام والاستقرار على أساس احترام حقوق الإنسان والديمقراطية
-الشراكة الاقتصادية والمالية والسير تدرجا نحو قيام منطقة التجارة الحرة من أجل إنشاء منطقة ازدهار مشترك ودعم عملية التحول الاقتصادي في البلدان الشريكة.
-الشراكة الاجتماعية والثقافية والبشرية لتشجيع التفاهم بين الشعوب والثقافات والتبادل بين المجتمعات المدنية.
واحتفل الشركاء بالعقد الأول للشراكة في 2005 في مدينة برشلونة وأقروابرنامج عمل يمتد على خمسة أعوام يتركز حول الأوليات الواردة:
-دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة من خلال تعزيز الحوار السياسي والتعاون بما في ذلك إنشاء "آلية الحكم الرشيد".
-خلق وتوسيع الفرص الاقتصادية والمساعدة في إيجاد وظائف جديدة، خصوصا من خلال استكمال قيام منطقة التجارة الحرة بحلول عام 2010 والعمل على توسيع التبادل التجاري الحر من أجل أن يشمل الزراعة والخدمات.
-معالجة قضايا الهجرة من خلال استراتيجية طموحة تأخذ في الاعتبار فوائد الهجرة بالنسبة لكافة الشركاء وتساعد على تفادي المآسي الناجمة عن محاولات دخول تراب الاتحاد الأوروبي بأساليب غير مشروعة.
-العمل على تأمين خدمات التعليم الأساسي وتعميمها والتعاون مع الشركاء من أجل الارتقاء بمستوى التعليم. وأعربت عضو المفوضية فيريروـ فالدنير عن رغبتها في وضع هدف استئصال الأمية وضمان التحاق جميع الفتيان والفتيات بالمدارس الابتدائية بحلول عام 2015.
ويتوفر الجزء الأكبر من الدعم التقني والمالي للبرنامج الخماسي من قبل الآلية الأوروبية للجوار والشراكة والقروض التي يقدمها البنك الأوروبي للاستثمار من خلال الآلية الأوروبية المتوسطية للاستثمار والشراكة (فيميب) بالإضافة إلى المعونات التي تقدمها البلدان الأعضاء على الصعيد الثنائي.
التمويل والموارد
القروض والهبات
حلت الآلية الأوروبية للجوار والشراكة في يناير 2007 محل برنامج "ميدا" الذي شكل الأداة المالية لدعم شراكة الاتحاد الأوروبي مع البلدان المتوسطية. وتتميز الآلية الأوروبية للجوار والشراكة بقدر أكبر من المرونة والحوافز. ويرتبط حجم تمويل برامج البلد المعني بحاجياته وقدر الاستيعاب التي يمتلكها وكذلك مدى تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها. وتوفر الآلية خلال الفترة 2007-2013 نحو 12 بليون لدعم البلدان الشريكة في تنفيذ برامج الإصلاح.
وقدمتالموازنة المشتركة من خلال برنامج "ميدا" I (1995-1999)و "ميدا" II (2000-2006) قيمة 16 بليون يورو لدعم مسيرة برشلونة. وبلغت قروض البنك الأوروبي للاستثمار بليونين في السنة.
وثمة عدد من الموازنات الأخرى التي حددتها المفوضية لتغطية أنشطة قطاعية معينة في الدول المتوسطية مثل المبادرة الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ، برامج التعليم "تيمبوس" و"يراسموس" والبرنامج البيئي الحياة في الدول الأخرى وبرنامج الاتحاد الأوروبي للبحوث والتطوير والبرنامج الإطاري السابع .
التجارة
تمثل زيادة التجارة أحد الموارد الرئيسة الأخرى ويعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الرئيسي لكل من الدول المتوسطية في تجارة السلع والخدمات. أكثر من 50٪ من تجارة المنطقة تتم مع الاتحاد الأوروبي وتتجاوز النسبة نفسها لبعض الشركاء 70 بالمئة من الصادرات. كما يعد الاتحاد الأوروبي المستثمر المباشر الأول وكذلك المصدر الأول للسياح وأكبر الجهات المانحة للمساعدات.
ويقدم الاتحاد الأوروبي تسهيلات تعفي الواردات الصناعية من الدول المتوسطية من الرسوم الجمركية فيما تعمل البلدان الشريكة في الوقت نفسه على إلغاء الرسوم بشكل تدرجي إزاء الواردات الصناعية من الاتحاد.
وتسجل العلاقات الأوروبية المتوسطية في مجال التجارة نمو مطردا. وتذكر إحصاءات المديرية العامة للتجارة بأن الصادرات المتوسطية إلى السوق الأوروبية ارتفعت بنسبة 10 في المئة منذ العام 2000 في مقابل 4 في المئة نسبة زيادة الواردات من الاتحاد في الفترة نفسها. وبلغ إجمالي المبادلات مع الاتحاد الأوروبي قيمة 127 بليون يورو في 2007 ، ما يمثل نسبة 5 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية للاتحاد.
ويمثل قيام منطقة التبادل التجاري الحر في 2010 أحد الأهداف الرئيسة للشراكة بما يضمن أكبر قدر من التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والمنطقة المتوسطية وكذلك في ما بين بلدان الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط.
شكل مؤتمر وزراء خارجية البلدان الأوروبية والمتوسطية مؤتمرا في مدينة برشلونة الاسبانية في نوفمبر 1995، طبقا لتوصية المجلس الأوروبي، منطلقا للشراكة الأوروبية المتوسطية وتدعى أيضا مسيرة برشلونة. وتعد أول سياسة شاملة يضعها الاتحاد للتعاون مع جيرانه في جنوب شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.
وحدد المؤتمر في إعلان برشلونة أسس العلاقة الإقليمية الجديدة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والنمو في البلدان المتوسطية الشريكة. ويتضمن الإعلان مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويمثل نقطة تحول في التعاون الأوروبي المتوسطي. كما يهدف الإعلان إلى إقامة منطقة التبادل التجاري الحر في 2010.
وتمثل البلدان الشريكة في مسيرة برشلونة الآن جزءا من سياسة الجوار الأوروبية ، التي وضعت في 2004 فور توسيع الاتحاد الأوروبي، من أجل تفادي قيام خطوط جديدة تقسم اوروبا. وتكمل سياسة الجوار الأوروبية وتعزز مسيرة برشلونة على أسس ثنائية من خلال خطط العمل التي يتم الاتفاق حولها مع البلدان الشريكة والتي تأخذ في الاعتبار حاجيات وخصوصيات كل منها.
ويجري تمويل هذه السياسية عبر الآلية الأوروبية للجوار والشراكة والتي يديرها قسم المعونات الأوروبية للتنمية حيث يتولى تجسيد القرارات السياسية في أنشطة يتم تنفيذها في الميدان.
وشهدت الشراكة الأوروبية المتوسطية دفعا جديدا من خلال إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط في باريس في 13 تموز (يوليو) 2008.
الأطراف الرئيسية
تشارك في المسار الأوروبي المتوسطي البلدان الـ 27 أعضاء الاتحاد الأوروبي و 9 بلدان متوسطية هي : الجزائر، مصر ، اسرائيل، الأردن، لبنان، المغرب، السلطة الفلسطينية، سورية و تونس.
و بينما تشارك ليبيا في اجتماعات مسيرة برشلونة في صفة مراقب منذ 1999، وافق المؤتمر الأوروبي المتوسطي لوزراء الشؤون الخارجية في لشبونة في شهر نوفمبر 2007 على انضمام كل من البانيا وموريتانيا للشراكة الأوروبية المتوسطية. ورحب المجلس الأوروبي في البيان الذي أصدره في نهاية خلال اجتماعه في ديسمبر من العام نفسه بانخراط البلدين.
وكانت كل من قبرص ومالطا وتركيا ضمن البلدان أعضاء مسيرة برشلونة وذلك قبل أن تنضم الأولى والثانية لعضوية الاتحاد الأوروبي في 2004 فيما حصلت تركيا خلال اجتماع القمة في هيلسنكي في شهر ديسمبر 1999 على صفة البلد المرشح لعضوية الاتحاد وهي تجري الآن مفاوضات الانضمام.
ويبحث وزراء الشؤون الخارجية تطور مسيرة الشراكة الأوروبية المتوسطية خلال اجتماعات دورية يراجعون فيها تنفيذ مقتضيات إعلان برشلونة ويحددون النشاطات اللاحقة. وتزايد أخيرا عدد الاجتماعات الوزارية، خاصة في 2007 و2008، في مجالات ذات أولوية منها التشغيل والعمل، التجارة، الثقافة، مجتمع المعلومات، الاقتصاد والشؤون المالية والتعليم.
الشراكة
يهدف إعلان برشلونة إلى تشجيع الشراكة في المجالات الثلاثة التالية:
-الحوار السياسي والأمني من أجل إقامة منطقة مشتركة للسلام والاستقرار على أساس احترام حقوق الإنسان والديمقراطية
-الشراكة الاقتصادية والمالية والسير تدرجا نحو قيام منطقة التجارة الحرة من أجل إنشاء منطقة ازدهار مشترك ودعم عملية التحول الاقتصادي في البلدان الشريكة.
-الشراكة الاجتماعية والثقافية والبشرية لتشجيع التفاهم بين الشعوب والثقافات والتبادل بين المجتمعات المدنية.
واحتفل الشركاء بالعقد الأول للشراكة في 2005 في مدينة برشلونة وأقروابرنامج عمل يمتد على خمسة أعوام يتركز حول الأوليات الواردة:
-دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة من خلال تعزيز الحوار السياسي والتعاون بما في ذلك إنشاء "آلية الحكم الرشيد".
-خلق وتوسيع الفرص الاقتصادية والمساعدة في إيجاد وظائف جديدة، خصوصا من خلال استكمال قيام منطقة التجارة الحرة بحلول عام 2010 والعمل على توسيع التبادل التجاري الحر من أجل أن يشمل الزراعة والخدمات.
-معالجة قضايا الهجرة من خلال استراتيجية طموحة تأخذ في الاعتبار فوائد الهجرة بالنسبة لكافة الشركاء وتساعد على تفادي المآسي الناجمة عن محاولات دخول تراب الاتحاد الأوروبي بأساليب غير مشروعة.
-العمل على تأمين خدمات التعليم الأساسي وتعميمها والتعاون مع الشركاء من أجل الارتقاء بمستوى التعليم. وأعربت عضو المفوضية فيريروـ فالدنير عن رغبتها في وضع هدف استئصال الأمية وضمان التحاق جميع الفتيان والفتيات بالمدارس الابتدائية بحلول عام 2015.
ويتوفر الجزء الأكبر من الدعم التقني والمالي للبرنامج الخماسي من قبل الآلية الأوروبية للجوار والشراكة والقروض التي يقدمها البنك الأوروبي للاستثمار من خلال الآلية الأوروبية المتوسطية للاستثمار والشراكة (فيميب) بالإضافة إلى المعونات التي تقدمها البلدان الأعضاء على الصعيد الثنائي.
التمويل والموارد
القروض والهبات
حلت الآلية الأوروبية للجوار والشراكة في يناير 2007 محل برنامج "ميدا" الذي شكل الأداة المالية لدعم شراكة الاتحاد الأوروبي مع البلدان المتوسطية. وتتميز الآلية الأوروبية للجوار والشراكة بقدر أكبر من المرونة والحوافز. ويرتبط حجم تمويل برامج البلد المعني بحاجياته وقدر الاستيعاب التي يمتلكها وكذلك مدى تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها. وتوفر الآلية خلال الفترة 2007-2013 نحو 12 بليون لدعم البلدان الشريكة في تنفيذ برامج الإصلاح.
وقدمتالموازنة المشتركة من خلال برنامج "ميدا" I (1995-1999)و "ميدا" II (2000-2006) قيمة 16 بليون يورو لدعم مسيرة برشلونة. وبلغت قروض البنك الأوروبي للاستثمار بليونين في السنة.
وثمة عدد من الموازنات الأخرى التي حددتها المفوضية لتغطية أنشطة قطاعية معينة في الدول المتوسطية مثل المبادرة الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ، برامج التعليم "تيمبوس" و"يراسموس" والبرنامج البيئي الحياة في الدول الأخرى وبرنامج الاتحاد الأوروبي للبحوث والتطوير والبرنامج الإطاري السابع .
التجارة
تمثل زيادة التجارة أحد الموارد الرئيسة الأخرى ويعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الرئيسي لكل من الدول المتوسطية في تجارة السلع والخدمات. أكثر من 50٪ من تجارة المنطقة تتم مع الاتحاد الأوروبي وتتجاوز النسبة نفسها لبعض الشركاء 70 بالمئة من الصادرات. كما يعد الاتحاد الأوروبي المستثمر المباشر الأول وكذلك المصدر الأول للسياح وأكبر الجهات المانحة للمساعدات.
ويقدم الاتحاد الأوروبي تسهيلات تعفي الواردات الصناعية من الدول المتوسطية من الرسوم الجمركية فيما تعمل البلدان الشريكة في الوقت نفسه على إلغاء الرسوم بشكل تدرجي إزاء الواردات الصناعية من الاتحاد.
وتسجل العلاقات الأوروبية المتوسطية في مجال التجارة نمو مطردا. وتذكر إحصاءات المديرية العامة للتجارة بأن الصادرات المتوسطية إلى السوق الأوروبية ارتفعت بنسبة 10 في المئة منذ العام 2000 في مقابل 4 في المئة نسبة زيادة الواردات من الاتحاد في الفترة نفسها. وبلغ إجمالي المبادلات مع الاتحاد الأوروبي قيمة 127 بليون يورو في 2007 ، ما يمثل نسبة 5 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية للاتحاد.
ويمثل قيام منطقة التبادل التجاري الحر في 2010 أحد الأهداف الرئيسة للشراكة بما يضمن أكبر قدر من التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والمنطقة المتوسطية وكذلك في ما بين بلدان الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط.